يبدأ الحمل عند التقاء بويضة الأم مع حيوان منوي من الأب …. البويضة تخرج من أحد المبيضين في منتصف الدورة الشهرية وتلتقطها إحدى أنابيب الرحم لتصل إلى تجويف الثلث الخارجي منها ، والحيوانات المنوية تقذف في أعلى المهبل عند الممارسة الجنسية ، وتتجه نحو فتحة عنق الرحم ثم إلى الأنابيب ، وتسبح في تجويفها حتى تصل إلى الثلث الخارجي وهناك تكون البويضة في الانتظار ،
وكما هو معروف فإن حيوانا منويا واحدا من بين كل مليون حيوان منوى يقذف في المهبل هو الذي يستطيع الوصول إلى البويضة…… وتحاول هذه الحيوانات أن تخترق الجدار الخارجي للبويضة إلى أن ينجح أحدهم في اجتياز هذا الجدار ويتحد مع البويضة ويتم الإخصاب ، ثم تبدأ البويضة المخصبة فى الانقسام بسرعة فائقة إلى خليتين ثم إلى أربعة ثم ثمانية وهكذا ، وفي نفي الوقت تبدأ البويضة المخصبة رحلتها في إتجاه الرحم والتي تستمر لمدة أربعة أو خمسة أيام وعندما تصل إلى الرحم تستقر في الغشاء المبطن له ويستمر نمو الجنين .
والمطلوب إذن لبدء الحمل هو وجود بويضة وحيوانات منوية وانبوبة سليمة التجويف والعضلات ورحم له غشاء مبطن مهيأ لإستقبال البويضة الملقحة.
كيف يتحدد جنس الجنين ؟ ومن المسئول عن ذلك ؟
تتحدد صفات الإنسان عن طريق ما يسمى بالكروموزومات التي توجد في النواة في خلايا الجسم ، وهذه الكروموزومات تحمل الصفات الوراثية على جزيئات منها تسمى الجينات ، وتحمل خلايا الإنسان ثلاثة وعشرين زوجا من الكروموزومات ، نصفها يكون من بويضة الأم والنصف الآخر من الحيوان المنوي للأب … وكلا من البويضة والحيوان المنوي يحمل نصف هذه الأزواج من الكروموزومات ، بحيث إذا اتحدا فإن الجنين يحمل أزواج الكروموزومات كاملة نصفها من الأب ونصفها من الام .
وأحد هذه الأزواج الكروموزوماتية هي التي تحدد جنس أو نوع الإنسان سواء ذكرا أو أنثى ويسمى الكروموزوم (X) ويكون من البويضة أي من الأم … والنصف الآخر من الحيوان المنوي أي من الأب … وهذا الكروموزوم الجنسي ويكون إما ( X) أو ( Y).
وحيث أن خلايا الانثى تحمل جميعها كرموزومي (XX ) وخلايا الذكر تحمل (XY) نجد أن جميع البويضات تحمل الكروموزوم (X) بينما الحيوانات المنوية قد تحمل الكروموزوم X أو Y … فأذا اتحدت البويضة وكلها (X) مع حيوان منوي يحمل كروموزوم (X) ينتج عن ذلك جنين يحمل الكروموزومات (XX) أي أنه يكون أنثى أما إذا اتحدت مع حيوان منوي يحمل كروموزوم Y فإن الجنين سيحمل خاصية (XY) أي أنه سيكون ذكرا.
إذن فالمسئول عن تحديد نوع الجنين هو نوع الحيوان المنوي الذي سيلقح البويضة ، أي أنه إما يكون حاملا للكروموسوم (X) أو (Y) ولا دخل للأب أو للأم في التحكم في نوع الجنين وللآن لا توجد طريقة أو وسيلة يمكن من خلالها التحكم في نوع الجنين وكل ما يقال وما يشاع ما هو إلا اجتهادات غير مؤكدة علميا وغير صحيحة على الإطلاق.
وعموما يجب أن يدرك الزوجان أن تحديد نوع الجنين بيد الله وحده فهو يهب من يشاء الذكور ومن يشاء الاناث .