
( لا وقت للقلق ) هذا بالضبط ما قالة ( ونستون تشرشل ) عندما كان يشتغل 18 ساعة فى اليوم , حين كانت الحرب فى ذروتها , و لما سئل هل هو قلق من جراء المسئوليات الضخمة الملقاة على عاتقة ؟ قال : ( أنى مشغول جدا , الى حد أنة ليس لدى وقت للقلق ).
و قد تحدث العالم الفرنسى ( باستير ) عن ( السلام الذى يجدة المرء بين جدران المكتبات , أو المعامل ) فلماذا يا ترى يجد المرء السلام هناك ؟ لأن الناس فى المكتبات أو فى المعامل مستغرقون عادة فى المطالعة أو البحث , فلا يتوفر لديهم وقت للقلق .
فما هو السبب فى أن امرا هينا كالاستغراق فى العمل يطرد القلق ؟السبب فى ذلك هو أحد القوانين الأساسية التى اكتشفها علم النفس , و هذا هو : (من المحال لأى ذهن بشرى , مهما يكن خارقا , أن ينشغل بأكثر من امر واحد فى وقت واحد ).
و كذلك فى الأحساسات , فليس فى استطاعتنا أن نتحمس لعمل مثير , و نحس بالقلق فى الوقت نفسة , فأن واحد من هذين الاحساسين يطرد الاخر , و هذا القانون البسيط هو الذى مكن الاطباء النفسيين الملحقين بالجيش من أن يأتوا بالعجائب خلال الحرب , عندما كان يأتى اليهم الجنود الذين ضعضعت الحرب أعصابهم كانوا يقولون : ( اشغلوهم بعمل ما ).
فاذا أنشغل هؤلاء المصدمون بأحد أوجة النشاط , لم يعد أنشغالهم يسمح لهم بالتفكير فيما مر بهم من تجارب مروعة .
و قد أصبح أسم ( العلاج الوظيفى ) يطلق الان على ذلك الفرع من الطب النفسى الذى يصف ( الوظيفة ) او العمل كعلاج .