
من جملة الأساليب التى استعملها النبى صل الله علية و سلم فى تأديب أصحابة , أن جعل للألفاظ المتداولة معان جديدة, أو لفت النظر الى معان خفية لم يكن يفطن اليها.
و الغنى من الألفاظ التى جعل النبى صل الله علية و سلم لها معنى جديد .
فعن أبى هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية و سلم : ( ليس الغنى عن كثرة العرض , و لكن الغنى غنى النفس ).
حرص النبى صل الله علية و سلم أن يتم تقييم الأنسان فى المجتمع الأسلامى من خلال أخلاقة و سلوكة , لا من خلال جيوبة و كثرة أموالة .
و هذا هو الميزان الحق الذى ينبغى أن يقوم بة الأنسان : ميزان الفضائل و القيم . و الحديث السابق تقرير لهذا المعنى .
و لم يكتف صل الله علية و سلم بذلك بل ضرب لأصحابة مثلا من واقعهم الذى يعيشونة , فعن سهل بن سعد قال : مر رجل على رسول الله صل الله علية و سلم فقال ( ما تقولون فى هذا ؟) . قالوا : حرى ان خطب أن ينكح , و ان شفع أن يشفع , و ان قال أن يستمع .قال : ثم سكت , فمر رجل من فقراء المسلمين , فقال صل الله علية و سلم :(ما تقولون فى هذا ؟).قالوا : حرى ان خطب أن لا ينكح , و ان شفع أن لا يشفع , و ان قال أن لا يستمع . فقال رسول الله صل الله علية و سلم : ( هذا خيرمن ملء الأرض مثل هذا ).
أراد صل الله علية و سلم , أن يبين لهم الخطأ فى تقويم الناس من خلال أموالهم , و لفت نظرهم الى الطريقة الحقة , و هى النظر الى دين الأنسان و خلقة .
فليس المقياس هو الفقر و الغنى , فقد يكون الغنى صالحا فاضلا , و يكون الفقير سيئا , و قد يكون العكس .
فقد كان الخطأ فى أسلوب التقويم .
من كتاب : من معين الشمائل
الكاتب : صالح أحمد الشامى