
من جملة الأساليب التى أستعملها النبى صل الله علية و سلم فى تأديب أصحابة , أن جعل للألفاظ المتداولة معان جديدة , أو لفت الانتباة الى معان خفية لم يكن يفطن اليها , و نذكر فى هذا المقال النموذج التالى :
أنصر اخاك
كانت النصرة فى الحياة الجاهلية قائمة على أساس قبلى , فالقبيلة تنصر أفرادها على كل حال , و من هذا جاء قولهم : انصر أخاك ظالما أو مظلوما .
( ذكر المفضل الضبى فى كتابة “ الفاخر” أن أول من قال : “ أنصر أخاك ظالما أو مظلموما ” جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم , و اراد بذلك ظاهرة , و هو ما اعتادوا علية من حمية الجاهلية . و فى ذلك يقول شاعرهم :
اذا أنا لم أنصر أخى و هو ظالم **********على القوم لم أنصر اخى حين يظلم
و جاء الاسلام و قال صل الله علية و سلم : ( انصر اخاك ظالما أو مظلوما ).
عن أنس رضى الله عنة , قال : قال رسول الله صل الله عليو و سلم : ( انصر اخاك ظالما أو مظلوما ) قالوا : يا رسول الله , هذا ننصرة مظلوما , فكيف ننصرة ظالما ؟.
قال : ( تأخذ فوق يدية ).
و فى رواية : ( تحجزة , أو تمنعة , من الظلم فأن ذلك نصرة ).
لقد تخلص الصحابة الكرام رضى الله عنهم , من المعنى الجاهلى , و لذلك سألوا كيف تكون نصرتة و هو ظالم ؟
فبين صل الله علية و سلم , معنى ذلك بالمفهوم الاسلامى , ان نصرة أن تمنعة من الظلم , فأنك بذلك تردة الى الصواب , و تبعدة عن المعصية , و اى نصر اكبر من ذلك .
انة صل الله علية و سلم , لم يقبل من الاخرين فى مثل ذلك الموقف العمل السلبى , و هو عدم مناصرة الظالم و البعد عنة , بل أراد أن نكون ايجابيين فنساهم فى منع الظلم , و ذلك بمنعة عن ظلمة .
و أصبحت ( انصر اخاك ظالما أو مظلوما ) حديثا نبويا شريفا, بعد أن لبست حلتها الجديدة المنسوجة من مفاهيم هذا الدين .
من كتاب : من معين الشمائل .
الكاتب : صالح احمد الشامى .