
قال الامام الغزالى رحمة الله تعالى فى كتاب احياء علوم الدين :
الرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عندة , و لكن ذلك المحبوب المتوقع لا بد و أن يكون لة سبب.
فان كان انتظارة لأجل حصول أكثر أسبابة فاسم ( الرجاء ) صادق علية .
و ان كان ذلك انتظار مع انخرام أسبابة فاسم ( الغرور ) و ( الحمق ) علية أصدق من أسم الرجاء.
و ان لم تكن الاسباب معلومة الوجود, و لا معلومة الانتفاء , فاسم ( التمنى) اصدق على أنتظارة , لأنة انتظارة من غير سبب.
فكل من طلب أرضا طيبة , و القى فيها بذرا جيدا , غير عفن , و لا مسوس , ثم امدة بما يحتاج الية , و هو سوق الماء الية فى اوقاتة , ثم نفى الشوك عن الارض و الحشيش, و كل ما يمنع نبات البذر أو يفسدة , ثم جلس منتظرا من فضل الله تعالى دفع الصواعق , و الافات المفسدة الى ان يتم الزرع و يبلغ غايتة , سمى انتظارة ….رجاء.
و أن بث البذر فى أرض صلبية سبخة مرتفعة , لا ينصب اليها الماء , و لم يشتغل بتعهد البذر أصلا, ثم انتظر الحصاد منة , سمى أنتظارة : حمقا و غرورا لا رجاء .
و ان بث البذر فى أرض طيبة , و لكن لا ماء لها , و أخذ ينتظر مياة الامطار , حيث لا تغلب الامطار و لا تمنع , سمى انتظارة تمنيا لا رجاء .
فينبغى أن يقاس رجاء العبد المغفرة برجاء صاحب الزرع
من كتاب : من معين الشمائل .
الكاتب : صالح أحمد الشامى .