
هناك نفوس تعلو على شقائها و تتجاوزة و ترى فية الحكمة و العبرة , و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال فى كل شىء و تحب الخالق فى كل افعالة ……و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجترة و تحولة الى حقد أسود و حسد أكال , و تلك هى النفوس المظلمة المحجوبة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعالة .
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائى فى العالم الاخر …حيث يكون الشقاء الحقيقى …او السعادة الحقيقية …فاهل الرضا الى النعيم , و اهل الحقد الى الجحيم .
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم الا بحكم الظاهر فقط بينما فى الحقيقة تتساوى الكوؤس التى يتجرعها الكل ….و الكل فى تعب .
انما الدنيا امتحان لأبراز المواقف …فما اختلفت النفوس الا بمواقفها , و ما تفاضلت الا بمواقفها ..و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوة من ضحك و بكاء تنوعت .