العناية النفسية للمرأة الحامل
كثيرا ما يكون للحمل أثر على المجموع العصبي في المرأه وعلى حالتها النفسية . فالمرأه العصبية الحادة الطبع قد تصبح بعد الحمل هادئة . كما أن المرأه الهادئة بطبعها قد تصبح سريعة التأثر ، وينبغي إذن على أقاربها وأهلها وسائر المحيطين بها أن يلحظوا هذه الإعتبارات في معاملتهم لها ، وأن يتجاوزوا عما قد يلقونه من شذوذ غير مقصود .
وقد تتعرض الحامل لنوبات من الإنقباض لأسباب تافهة أو لغير ما سبب كثيرا ما يكون أساس هذه الإنقباضات النفسية ، الخوف من الولادة فينبغي للحامل ألا تستسلم لمثل هذه الإنفعالات والأوهام وينبغي علي طبيبها وجميع المحيطين بها ألا يذكروا أمامها إلا كل ما يبعث في نفسهاالطمأنينة وأسعادة ويكفي أن تسمع الحامل كلمة عابرة جميلة .
وبالنسبة لزيادة إحساس المجموع العصبي في المرأه الحامل ، تتجسم لديها المسائل الصغيرة وتنال من تفكيرها حيزا كبيرا لا يتفق مع قيمتها الحقيقية .
كيف تستحمى و أنت حامل ؟
الأفضل أن يكون الإستحمام بالماء الفاتر ، لأن الماء الساخن أو الماء البارد قد يسبب إضطرابا في الدورة الدموية وهي أكثر تعرضا للإضطرابات وأقل توازنا في مدة الحمل ، ويجوز الإستحمام في أي وقت من أوقات النهار أو المساء بشرط ألا تستحم بعد وجبة الطعام بأقل من ساعتين وأن تستريح بعد الحمام في الفراش حتي تستعيد الدورة الدموية توازنها ولا تتعرض الحامل للبرد .
وفي الشهرين السابقين للوضع يجب ألا تنزل الحامل للإستحمام في الحوض بل تستحم وهي جالسة على كرسي وتكتفي بمسح جسمها بأسفنجة بالماء والصابون وذلك لأنه قد ثبت أن الميكروبات الضارة التى تدخل المهبل مع ماء الحمام تستطيع أن تتوالد وتعيشحوالى ستة أسابيع ووجودها في المهبل وقت الولادة يعرض الحامل للحمي النفاسية ، وللسبب نفسه ينبغي على الحامل أن تمتنع بتاتا عن حمامات البحر في الشهرين الأخيرين من الحمل أما في الشهور السابقة فيجوز الإستحمام في البحر الهادئ فترة قصيرة مع الإمتناع عن السباحة العنيفة ، أما السيدات المعرضات للإجهاض المتكرر فلا يجوز لهن الإستحمام في البحر بأي حال من الأحوال .
كيف تعتنى بثديك خلال فترة الحمل ؟
تبدأ العناية بالثديين بغرض إعدادهما للرضاعة من أوائل الشهر السابع للحمل وذلك بدوام نظافتهما وإزالة ما قد يتولد على الحلمة من قشور الإفراز اللبني بعد جفافة وتدليكهما بالفازلين كل مساء ، والقصد من تدليك الحلمة بالفازلين هو الإحتفاظ للجلد بأكبر قدر من المرونة ومنع تشققه عند الرضاعة .
ومن الأخطاء الشائعة تدليك الحلمات بالكحول أو ماء الكولونيا بفكرة زيادة صلابتهما على أن هذه الطريقة تؤدي عمليا الي فقدان الجلد وجعله أكثر إستعدادا للتشقق .
وإذا كانت الحلمات مفطرحة فينبغي جذبها تكرار بالأصابع بعد التدليك والمداومة على ذلك يوميا حتي تتخذ الحلمات شكلا موافقا للرضاعة .
نظام تغذية الحامل المثالي
العناية بغذاء الحامل من الأمور الهامة ، فإن للغذاء الجيد علاقة مباشرة بصحة الأم كما أن له أثر كبيرا في نمو الجنين .
ويجب أن يكون غذاء الحامل سهل الهضم وأن تتناوله في وجبات منتظمة وأن يحوي جميع العناصر اللازمة لحفظ صحتها ولنمو جنينها فالأغذية الدسمة تجهد المعدة والأمعاء وتتعب الكلي والكبد في وقت يزداد فيه الجهد على أجهزتها لكي تقوم بمطالب الأم والجنين معا . هذا فضلا عن أن رحم الحامل يشغل حيزا كبيرا في البطن في شهور الحمل الأخيرة ويعرض لضغط ما يجاوره من الأعضاء فليس من الصواب في شيء أن تزدحم المعدة والأمعاء في مثل هذا الوقت بوجبات الطعام الثقيلة .
ومن الإعتقادات السائدة التى لا تستند على أساس من الحقيقة أن الحامل تحتاج لكمية من الطعام أوفر مما تحتاج إليه غير الحامل إذا الواقع أن معظم الناس مفرطون في الأكل وأن كمية الطعام العادية تكفي في أثناء الحمل وليس من مصلحة الحامل في الإفراط في الطعام ، فقد يؤدي هذا الإفراط الي ضخامة الجنين وصعوبة وضعه .
وبالطبع لا يعني هذا أن تعمد الحامل خوفا من ضخامة الجنين الى الإقلال من غذائها أو تخفيف وزنها في وقت الحمل فإن للجسم وللجنين مطالب يجب أن توفي حقها وإلا تعرضت للضعف والهزال ولتراخي قوتها في وقت الوضع فضلا عن إنتاجها طفلا ضعيفا هزيلا سقيما يورثها التعب .
وخير الأمور تنهج الحامل طريقا وسطا بين الإسراف والشح ومسلكا معتدلا بين النهم والجوع ، وأن تعني دائما بإختيار الأصناف المغذية سهلة الهضم . فتكثر من اللبن والفاكهة الناضجة لكثرة ما تحويانه من الفايتامينات والجير وهي عناصر ضرورية للأم والجنين معا . فالفيتامينات ضرورية لحفظ الصحة ولتوفير المناعة ضد الأمراض ولمنع الإجهاض ، وأملاح الجير ضرورية لنمو عظام الجنين . وبما أن نمو هذه العظام يستنزف كثيرا مما يختزنه جسم الأم من هذه الأملاح فيجب أن تعوضه بالغذاء وإلا تعرضت لصداع الأسنان ولين عظامها وإصابتها بمضاعفات أخري قد تصيب المجموع العصبي والدموي .
ومع أن اللبن والفواكه والخضراوات تحوي كثيرا من الفايتامينات إلا أنه من مصلحة الحامل خصوصا عند نحيفات الجسم لاسيما في فصل الشتاء أن تضيف إلي غذائها قليلا من زيت السمك .
والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات وشرب الماء مفيد جدا لمنع ما تتعرض له الحامل من الإمساك فضلا عن فائدته الغذائية .
الوحم خلال فترة الحمل
الوحم من الظواهر التى تتصل الى حد ما بحالة الحامل النفسية ومظهره إشتهاء أصناف معينة من الغذاء أو الشراب وكره أصناف أخري ربما كانت تحبها من قبل ، وقد يطغي الوحم على حواس أخري غير حاسة الذوق مثل الشم أو حاسة النظر أو السمع .
وكثيرا ما يصحب الوحم ميل للقيء خصوصا في الصباح وفي أسابيع الحمل الأولي وفي وسع الحامل أن تخفف من حدة الوحم بقوة إرادتها ، إذا لا شك أن الإستسلام له علامة على ضعف الإرادة .
والوحم لا يحتاج الي علاج إلا إذا إستعصي القئ وإستمر بشكل يؤثر على صحة الحامل . ففي هذه الحالة ينبغي عرض الأمر علي الطبيب المختص .
ويوجد إعتقاد شائع بأن ما تراه الحامل من الصور الحسنة والوجوه الجميلة يكون ذا أثر في تكوين طفلها وفي جمال صورته كما أنها إذا نظرت لي وجه قبيح أو إشتهت شيئا لم تتمكن من الحصول عليه إنطبع ذلك على طفلها ، وهذا الإعتقاد من خزعبلات الجهلة ولا أصل له في الطب ولا ظل له من الحقيقة .
أهمية ممارسة أثناء الحمل
لكي نفسر ضرورة الرياضة البدنية للحامل يكفي أن نذكر أن الولادة تتوقف على مجهود عضلة الرحم وعضلات البطن وسائر عضلات الجسم وينبغي أن تكون هذه العضلات في حالة جيدة لكي تتم الولادة بسهولة وهذا الأمر لا يتوافر للحامل إلا بالرياضة البدنية ، ومن المشاهد أن الفلاحات لما يقمن به من أعمال بدنية شاقة تقتضيها طريقة حياتهن يلدن في الغالب بلا عناء وبسهولة تامة وسرعة تدعو للإعجاب بعكس السيدات المترفهات ذوات العضلات الرخوة فإنهن يقضين الساعات الطويلة في ولادة بطيئى مضنية كثيرا ما تنتهي بتدخل الطبيب لإنقاذ الطفل .
وللرياضة فوق ما تسبغه على العضلات من قوة منافع أخري ، فهي تنشط الدورة الدموية وتساعد الجهاز الهضمي وتدر إفرازات الغدد الحيوية وتشجع على التفائل .
ولا يجوز أن تكتفي الحامل بتأدية أعمالها المنزلية بل ينبغي أن تمارس الرياضة يوميا لمدة ساعة الى ساعتين في الهواء الطلق وأن تتمتع بالهواء النقي وأشعة الشمس على أنه من المهم ألا تسرف في رياضتها الى حد التعب والإجهاد وأن تبتعد كل البعد عن جميع الرياضات العنيفة مثل ركوب الخيل والراجة والسباحة ، وأن تحاذر من رفع الأشياء الثقيلة ، ومن تأدية الحركات الرياضية المتعبة ، ولعل أفضل رياضة للحامل هي السير على الأقدام سيرا حثيثا في جهة خلوية على أن يكون معدل الوقت الذي تؤديه في الرياضة مبنيا على إحساسها الشخصي بالتعب ، بحيث تتوقف عن السير قبل أن يدركها التعب والإعياء ، ويجب أن تلحظ الحامل أيضا هذه القاعدة في قيامها بأعمالها المنزلية وسائر واجباتها ، فلا تندفع فيها الى حد الإرهاق .
ومن المفيد للحامل أن تستوفي قسطا من الراحة فتبكر في النوم ليلا وتستريح نهارا من ساعة الى ثلاث ساعات بعد الظهر خصوصا في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل . ويجب أن تجعل ساقيها في وقت النوم والراحة في مستوي جسمها على الأقل وأن تكون ملابسها فضفاضة ومريحة وأن تكون حجرتها بعيدة عن الضوضاء وجيدة التهوية نهارا وليلا .
السفر في أخر ثلاثة شهور للحمل
وقد تبدو للحامل رغبة في السفر لتبديل الهواء أو لأسباب أخري ولا مانع من السماح لها بالأسفار القصيرة في النصف الأول من أشهر الحمل على ألا تكون هذه الأسفار في المواعيد التى كان ينتظر فيها الطمث لو لم يحدث الحمل . وأن تكون وسائل الإنتقال سهلة مريحة ، والأفضل أن يكون الإنتقال بالسيارات في المسافات القصيرة والطرق الممهدة وبالسكة الحديدية فيما عدا ذلك .
وينبغي أن تمتنع الحامل عن السفر في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل وخصوصا المسافات الطويلة وكثيرا ما يحدث للحوامل اللاتى يسافرون في الشهور الأخيرة أن يضعن حملهن في القطار قبل وصولهن للجهة التى يقصدنها . وليس ذلك من قبيل المصادفة بل لأن السفر ذاته أثر فعال في تعجيل الوضع .
شروط و مواصفات ملابس الحامل
- أن تكون مناسبة لحالة الطقس فلا تتركها فريسة للبرد في الشتاء ولا مثقلة بالحر في الصيف .
- أن تكون خفيفة الوزن الى الحد الأدني مع كفايتها لوقاية الجسم .
- أن تكون فضفاضة في غير ترهل بحيث لا تضايق التنفس ولا تضغط على البطن ولا تعوق الدورة الدموية
- أن ترضيحياء الحامل بإخفاء حالة الحمل عن الناظرين وجعلهما أقل وضوحا .
- أن ترضي أنوثة المرأة بإتفاقها مع الذوق الحديث بقدر الإمكان .
- أن تكون قابلة للتحوير والإصلاح بحيث يمكن الإفادة منها بعد الوضع .
وتستطيع الحامل بقليل من حسن التصرف أن تختار من الملابس ما يتفق مع هذه الشروط ومع ذوقها الخاص وما تتسع له ميزانيتها .
وإذا كان من عادة الحامل أن تلبس المشد أو الكروسيه فلا بأس من أن تستمر في ذلك على أن تختار نوعا لينا مطاطا قابلا للإتساع يمكن ربطه من الأمام بحيث تستطيع الحامل أن تشده الى جسمها من أسفل لأعلي وهي مستلقية على ظهرها بحيث يرفع البطن دون أن يضغط عليها . ويجب على الحامل أن تطرح المشد من الشهر السابع للحمل فإن إستعماله بعد ذلك يضايقها ويضايق حملها ، وإذا كانت البطن مرتخية إرتخاء شديدا فيستحسن رفعها لأعلى بحزام خفيف من القماش يشد الى علاقتين تمران من الأمام فوق الكتفين ثم تتصلان بظهر الحزام من الخلف بحيث تساعد الكتفين في رفع البطن .
وإذا إستعملت الحامل حمالة لرفع الثديين فيجب أن تلاحظ ألا تعرضهما للضغط مما قد يؤدي الى تأخير نموها وتعطيل الدورة الدموية فيهما وتجعل الرضاعة صعبة أو مستحيلة على الطفل .
ويجب أن تمتنع الحامل عن إستعمال أربطة الجوارب التى على شكل حلقات لأنها تعوق الدورة الدموية من الساق وتؤدي لورم الساقين والفخذين أو الى إنتفاخ الأورجة فيها ويمكن الإستعاضة عن هذه الأربطة بحمالة للجوارب تتصل بحزام خفيف على البطن .
أما الأحذية فيجب أن تكون ذات كعب منخفض ، مريحة حتي تتمكن الحامل من السير بها مسافات طويلة في راحة تامة . وذات نعل يساعد الحامل على السير الحثيث الذي هو رياضتها المختارة .
الأسنان السليمة ضرورية في صحة الحامل
الأسنان السليمة النظيفة ضرورية لحفظ صحة الجسم عامة والجهاز الهضمي خاصة وهي ضرورية في صحة الحامل لضمان حسن تغذيتها ومنع تسرب الميكروبات من اللثة أو الأسنان الى فمها ، لذلك يجب على كل حامل أن تعني بنظافة اللثة أو الأسنان صباحا ومساء بإستعمال فرشاه جيدة ومعجون أو مسحوق أسنان ذو شهرة طيبة ويجدر بها أن تعرض نفسها على طبيب الأسنان لعلاج اللثة إذا كانت متقيحة أو لعلاج الأسنان التالفة بلا إبطاء حتي لا تعرض نفسها لإنتشار الميكروبات من اللثة أو الأسنان المصابة الى جسمها قبل الوضع أو بعده . وبما أن الحامل تستهلك قدرا كبيرا من أملاح الجير لتكوين عظام جنينها فهي دائما أكثر تعرضا لأمراض الأسنان وينبغي أن تكون أكثر تيقظا في وقايتها بالنظافة والإكثار من أنصاف الطعام الغنية بألاح الجير والفيتامين .
علاج الإمساك أثناء الحمل
الإمساك من الأعراض الشائعة في الحمل والأفضل في علاجها الإلتجاء الى السوائل والرياضة البدنية وذلك بدلا من إستعمال الملينات . فإذا إستعصي الأمر وكان من الضرورى أخذ ملين وجب الإمتناع عن الملينات العنيفة والإكتفاء بملين هادئ خفيف مثل مسحوق العرقسوس أو المانيزيا أو حبوب الكسكرة أو الكسكرة السائلة .
أما زيت البرافين فهو بلا شك ملين لطيف قليل الضرر ولكنه قد يعطل إمتصاص المواد الغذائية الدهنية من الأمعاء .
وينبغي بطبيعة الحال الإمتناع عن إستعمال الملينات العنيفة مثل زيت الخروع لأن إستعمالها قد يؤدي إلي الإجهاض عند السيدات شديدات الحساسية ، وليس من المرغوب فيه كذلك الإفراض في عمل الحقن الشرجية .